كل العيون تتجه إلى ملعب النهائي الذي سيحتضن القمة الكبرى بين المنتخب البرتغالي ونظيره الإسباني في نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025، في مواجهة تُعدّ واحدة من أكثر النهائيات المرتقبة على مستوى المنتخبات في القارة العجوز. لقاء لا يعرف المجاملة، يجمع بين القوة والانضباط البرتغالي وبين المهارة والهيمنة الفنية الإسبانية.

النهائي يأتي تتويجًا لمشوار قوي لكلا المنتخبين في البطولة، حيث أظهر كلٌ منهما شخصية قوية وقدرة على الحسم في الأوقات الصعبة، ما يجعل التوقعات مفتوحة والأجواء مشحونة بالتشويق من قبل صافرة البداية.

البرتغال: حلم العودة إلى المجد القاري

المنتخب البرتغالي يدخل النهائي بطموح كبير لإضافة لقب جديد إلى سجله القاري، بعد التتويج التاريخي بكأس أوروبا 2016 ولقب النسخة الأولى من دوري الأمم في 2019. منتخب يقوده روبرتو مارتينيز بطريقة هجومية منظمة، ويضم مزيجًا فريدًا بين خبرة الكبار وطموح الشباب.

أسماء لامعة في كل خط، من الحارس ديوغو كوستا إلى صخرة الدفاع روبين دياز، مرورًا بالمبدع برونو فيرنانديز، وانتهاءً بالقائد الأسطوري كريستيانو رونالدو، الذي يواصل تحدي الزمن ويُظهر رغبة مستمرة في المنافسة على أعلى مستوى.

لكن الأبرز في هذا الجيل هو وجود عناصر شابة مثل جواو نيفيس ورافا لياو، الذين أضافوا سرعة ومرونة تكتيكية إلى أداء المنتخب، وجعلوه أكثر توازنًا من أي وقت مضى.

إسبانيا: لا مجال للخطأ في طريق العودة

في المقابل، تدخل إسبانيا اللقاء النهائي بأمل استعادة هيبتها الأوروبية، والعودة إلى منصات التتويج بعد فترة من التذبذب في الأداء منذ تتويجها بيورو 2012. الفريق الذي يقوده المدرب لويس دي لا فوينتي أظهر شخصية قوية خلال مشواره في البطولة، وخاصة في نصف النهائي، حيث تجاوز خصمًا صعبًا بأسلوب هجومي منظم وتمريرات قصيرة وسريعة تعكس فلسفة "التيكي تاكا" المعروفة.

التشكيلة الإسبانية تزخر بمواهب متميزة مثل بيدري، جافي، لامين يامال، إضافة إلى خبرات داني كارفاخال وألفارو موراتا، ما يمنح الفريق توازنًا جيدًا بين الشباب والتجربة.

صراع تكتيكي مفتوح

البرتغال تعتمد على الكثافة في خط الوسط والتحولات السريعة، مع التركيز على الكرات العرضية والانطلاقات من الأطراف.

إسبانيا تفضل السيطرة على الكرة والاستحواذ، والضغط العالي لاستخلاص الكرة مبكرًا.

المدربان سيحاولان مفاجأة بعضهما بخطط مرنة. قد نشهد حذرًا في البداية، لكنه لن يدوم طويلاً، خاصة مع وجود لاعبين قادرين على كسر التوازن في أي لحظة.

الأرقام والتاريخ

آخر مواجهة رسمية جمعت بين المنتخبين انتهت بالتعادل، لكن التفوق في اللقاءات الرسمية يميل نسبيًا لإسبانيا.

البرتغال سبق لها الفوز بلقب دوري الأمم (2019)، فيما لا تزال إسبانيا تبحث عن أول تتويج في هذه المسابقة بعد خسارة نهائي 2021 أمام فرنسا.

المفاتيح الحاسمة

كريستيانو رونالدو: رغم تقدمه في العمر، لا يزال يمثل تهديدًا حقيقيًا بفضل خبرته وتحركاته داخل المنطقة.

بيدري وجافي: ثنائي وسط برشلونة سيكون حاسمًا في تنظيم اللعب والضغط على ارتكاز البرتغال.

الصراعات الثنائية: مثل مواجهة لياو ضد كارفاخال، أو دياز ضد موراتا، قد تحسم ملامح اللقاء.

في الختام

نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025 بين البرتغال وإسبانيا ليس مجرد مباراة لتحديد البطل، بل هو فصل جديد من التنافس الكروي بين جارين ثقيلين في تاريخ اللعبة. كل منتخب يمتلك أوراقًا قوية، وكل دقيقة ستحمل في طياتها احتمالات مفتوحة، واللقب لن يُحسم إلا لمن ينجح في التعامل مع التفاصيل الصغيرة. الجمهور الأوروبي والعالمي على موعد مع مواجهة كروية من الطراز الرفيع… حيث لا مكان إلا لبطل واحد.